مدخل
بورك لك في الموهوب
وشكرت الواهب
وبلغ رشده
ورزقك بره
واصلح الله شئنه
الأولادنعمة عظيمة، ومنّة جليلة من الله تعالى توجب الشكر عليها، وإظهار الفرحبها، وحسن تعهدها بالرعاية والتربية لتصبح نبتًا طيبًا فى روضة الإسلام ولهذافاستقبل عطية الله - عز وجل - بفرح وسرور وشكر وحمد، ذكراً كانت هذهالعطية أم أنثى. فيكفي أنه سليم الأعضاء، مكتمل النمو، خال من الأمراض،فتبارك الله أحسن الخالقين الذي وهب وأعطى بمنه وفضله: يَهَبُ لِمَنْيَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يَهَبُ لِمَنْيَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْيُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً
[الشورى:50،49]
ـ الأذان في أذن المولود :
ا ـ وقته : يفضل أن يكون الأذان بعد الولادة بمباشرة أو قريباً منه ، كماجاء في أثر أبي رافع قال ( رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذنالحسن بن علي حين ولدته فاطمة ) رواة أبي داود .
ب ـ صفته : هو التاذين بالأذان الشرعي المعروف .. الذي ينادى به في الصلاة.. ويكون ذلك بصوت رقيق مسترسل .. كي لايتأذى المولود بذلك .
جـ ـ محل الآذان: ذهب ابن القيم إلى أنه يؤذن في الأذن اليمنى للمولود ...وهو داخل في حديث عائشة رضي الله عنها ( كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله و طهوره في شأنه كُلِه .
ــــ الإقامة في الأذن اليسرى : لم يرد فيها حديث صحيح ، فلا يشرع فعلها .
تحنيك المولود:
فيالصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: {ولد لي غلام فأتيت به النبيفسماه إبراهيم، وحنكه بتمرة - زاد البخاري: ودعا له بالبركة ودفعه إليّ}والتحنيك تليين التمرة ثم دلك حنك المولود بها بعد ولادته أو قريباً منذلك، وذلك بوضع شيء من هذه التمرة على الأصبع ثم إدخال الأصبع في فمه،وتحريكه يميناً وشمالاً.
فالتحنيكسنة واردة عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وتعنى مضغ التمر، أوالشيء الحلو بفم شخص صحيح غير مريض، ووضعه فى فم المولود، ودلك حنكه به،وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الإصبع النظيف، وإدخال الإصبع فى فمالمولود، ثم تحريكه يمينًا وشمالاً بلطف حتى يتبلغ الفم كله به،
اكتشفالعلم الحديث الحكمة من هذا التحنيك بعد أربعة عشر قرنًا من الزمان، فقدتبين حديثًا أن كل الأطفال، وخاصة حديثى الولادة والرضع معرضون للموت إنحدث لهم أحد أمرين: نقص السكر فى الدم، أو انخفاض درجة حرارة الجسم عندالتعرض للجو البارد المحيط به.
فمستوىالسكر (الجلوكوز) فى الدم بالنسبة للمواليد يكون منخفضًا، وكلما كان وزنالمولود أقل كانت نسبة السكر منخفضة، وبالتالى فإن المواليد الخداج (وزنهمأقل من 2.5 كجم) يكون مستوى السكر عندهم منخفضًا جدًا، بحيث يكون فى كثيرمن الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم، أما المواليدأكثر من 2.5 كجم، فإن مستوى السكر يكون لديهم عادة فوق 30 ملليجرام.
ويعتبر هذا المستوى هبوطًا شديدًا فى مستوى سكر الدم، ويؤدى إلى أعراض خطيرة منها:
- أن يرفض المولود الرضاعة.
- ارتخاء العضلات.
- توقف متكرر فى عملية التنفس، وحصول ازرقاق فى الجسم.
- نوبات من التشنج.
كما قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة ومزمنة أهمها:
- تأخر النمو.
- تخلف عقلى.
- شلل دماغى.
- إصابة السمع أو البصر أو كليهما.
- نوبات صرع متكررة.
وإذالم يتم علاج هذه الحالة فى حينها قد تنتهى بالوفاة، رغم أن علاجها سهلميسور، وهو إعطاء السكر الجلوكوز مذابًا فى الماء، إما بالفم أو بواسطةالوريد، وهذا هو ما يقوم به التحنيك.
فالتحنيكعلاج وقائى من أمراض نقص السكر فى الدم، لأنه يحتوى على سكر الجلوكوزبكميات وافرة، وخاصة بعد إذابته بالريق الذى يحتوى على أنزيمات خاصة تحولالسكر الثنائى (السكروز) إلى سكر أحادى، أما الريق فإنه ييسر إذابةالسكريات، ومن ثم ييسر للمولود الاستفادة منها، ولذلك فقد دأبت مستشفياتالولادة والأطفال على إعطاء المواليد محلول الجلوكوز بعد ولادته مباشرة،وقبل أن ترضعه أمه، ومن هنا تتجلى حكمة التحنيك كسنة نبوية.
كماأكدت الدراسات العلمية أن فى التحنيك تقوية لعضلات الفم بحركة اللسان معالحنك والفكين حتى يتهيأ المولود للقم الثدى، وامتصاص اللبن بشكل قوى،ومساعدة للهضم، وتحريكًا للدم، وتهييجًا غريزيًا لآلية البلع والرضاع،وأيضًا فإن للضغط على سقف حلق الطفل لأعلى أثناء التحنيك أثرًا فى إعطاءالفم الشكل الطبيعى لتهيئة الطفل لإخراج الحروف سليمة من مخارجها الطبيعيةعندما يبدأ الطفل فى الكلام.
تسمية المولود بالاسم الحسن:
الذيتتعبد الله - عز وجل - وتتقرب إليه به، ووقت التسمية إما في اليوم السابعمن الولادة لحديث سمرة قال: قال رسول الله: {كل غلام رهينة بعقيقته، تذبحعنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه} [رواه أحمد].
وقدتكون التسمية يوم الولادة لقول النبي: {ولد لي الليلة غلام فسميته باسمأبي إبراهيم} [رواه مسلم]. ووقت التسمية فيه سعة ولله الحمد. ويقومبالتسمية الأب والأم وهي من حق الأب في حال الاختلاف. إن شاء الأب سماهبنفسه وإن شاء أعطى الخيار لزوجته، وإن شاء اقترع معها، ويجوز أن يَكِلَالأبوان التسمية إلى الجد أو الجدة أو أي شخص آخر.
ويسمىالمولود بالأسماء الإسلامية وأحب الأسماء إلى الله - سبحانه و- تعالى -(عبد الله وعبد الرحمن) لحديث: {إن أحب أسمائكم إلى الله - عز وجل – عبدالله وعبد الرحمن} [رواه مسلم]. ثم يليها ما كان معبداً لله بغيرهما منالأسماء كعبد الرحيم وعبد اللطيف وغير ذلك.
يلي ذلك أن يسمى المولود باسم من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام قال: {تسموا بأسماء الأنبياء} [رواه أحمد].
يليذلك أن يسمّى بأسماء الصالحين من الصحابة والعلماء والشهداء والدعاة، كعمروعثمان وعلي وسعد وطلحة ومعاوية وعروة وسهيل ومصعب وياسر وعمار وعاصم وأنسوغيرهم، وتسمى البنات بأسماء زوجات النبي وبناته وكذلك من عُرِف صلاحهنوعفافهن ودينهن كخديجة وعائشة وفاطمة وأسماء وسمية ونسيبة وخولة وغيرهن.
وله أن يسمي المولود بأسماء لها معان سامية نبيلة مثل: حمزة وخالد وأسامة وحارث وهمام، وللبنات: سارة وسعاد وعفاف.
يدخل في ذلك تسمية المولود على اسم الجد أو الجدة إذا كان الاسم حسناً.
ومن الأسماء الممنوعة:
أولاً: المحرمة:
1 - من الأسماء المحرمة الأسماء المعبدة لغير الله - تعالى - مثل عبد النبي وعبد الرسول وغيرها.
2- من الأسماء المحرمة الأسماء الأجنبية الخاصة بالكفار مثل جورج وياراوديانا وجاكلين وغيرها. وكذلك أسماء الطغاة والمجرمين كفرعون وأبي جهلوماركس وغيرهم.
ثانياً:المكروهة شرعاً أو أدباً وذوقاً:
1- مما يُكره التسمية به تلك الأسماء التي فيها تعبيد لأسماء يظن أنها منأسماء الله الحسنى مثل: عبد الموجود، عبد المقصود، وعبد الستار.
2 - ومن تلك الأسماء التي تحمل في ألفاظها تشاؤماً أو معاني مذمومة كحرب وحمار وكلب.
3 - ومن الأدب أن يجنب الأولاد الأسماء التي فيها تميع وغرام وخدش للحياء كهيام ونهاد وسهام وفاتن.
4 - تُكره التسمية بالأسماء التي فيها تزكية دينية للمسمى: مثل برّة وغيرها.
5 - يُكره أيضاً التسمي بأسماء الملائكة كملاك.
6 - يُكره أيضاً التسمية بأسماء سور القرآن مثل طه ويس وغيرها.
7 - يُكره أيضاً التسمية بأسماء يسار ورباح وبركة.
العقيقة:
وهيسنة مؤكدة قال: {كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه..} [رواهأحمد]. وهي عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة. قال: {عن الغلام شاتانمكافئتان، وعن الجارية شاة} [رواه أحمد].
والعقيقةتشمل الذكر والأنثى من الضأن والمعز ولفظ الشاة يشمل ذلك كله. والأفضلالكبش. قال: {تذبح العقيقة لسابع، أو لأربع عشرة، أو لإحدى وعشرين} [رواهالطبراني في الصغير]. وله أن يأكل ويتصدق ويهدي من العقيقة، لابد من إخلاصالنية قبل البدء في عمل العقيقة وأن يكون الذبح لله وحده امتثالاً لسُنةنبينا, ولاتكون من باب الرياء والسمعة والمباهاة فاحذري ذلك.
- العقيقة مستحبة وليست واجبة, وقد ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى.
-أفضل أوقات العقيقة إنما هو اليوم السابع من تاريخ الولادة, واليوم يحسبمن آذان الفجر إلى غروب الشمس, فمن وُلد بعد أذان المغرب يحسب له من اليومالتالي, وهذه ملحوظة مهمة جداً لأن أكثر الناس يخطئون في تحديد يومالعقيقة إلا من يعلم هذه المعلومة.
وأفضلتوقيت للعقيقة يوم السابع من الولادة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كلغلام رهينة بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) رواه أبو داود (2838 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " .
ولو تأخرت عن السابع فلا حرج ، وتذبح متى استطاع المسلم إلى ذلك سبيلاً .
والله أعلم
حلق رأس المولود: ومن الآداب المشروعة حين استقبال المولودأن يحلق رأسه يوم السابع من ولادته أي في يوم ذبح العقيقة قال لفاطمة -رضي الله عنها -عندما ولدت الحسن: {احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة علىالمساكين} [رواه أحمد]. فحلقته - رضي الله عنها - ثم وزنته، فكان وزنه درهماً أو بعض الدرهم، ويبدأ في الحلق بالجزء الأيمن من الرأس ثم الجزء الآخر. فحلق شعر المولود ذكراً كان أو أنثى من السنة، وليس بواجب، ثم إن فيه فائدة يذكرها أهل الطب وهي أن هذا الحلق يقوي جلدة الرأس.
ودليلالسنية ما رواه أحمد والترمذي وصححه عن سمرة رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: " كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعهويحلق ويسمى" كما يسن أن يتصدق بزنة شعره فضة ، لما رواه الترمذي عن عليرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن بشاة وقال: "يافاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة" وهذه الصدقة على الفقراء.
وكيفيةالتصدق الآن أن تقوّم الفضة ويتصدق بثمنها. وأما إذا فات موعد العقيقة وهواليوم السابع فله أن يذبحها يوم الرابع عشر فإن فات الرابع عشر ففي الحاديوالعشرين فإن فات فلا تشترط الأسابيع، وكذا الحلق قياساً على الذبح. واللهأعلم . الختان: منالآداب الشرعية ختان المولود قال: {الفطرة خمس..} وذكر منها {الختان} ووقتالاستحباب اليوم السابع من الولادة ويجوز قبل السابع وبعده إلى البلوغفإذا قرب وقت البلوغ دخل وقت الوجوب.